الملاك الشيطان
** نكذب على أنفسنا.
** حين نردد في بعض الأحيان
**أن (الفلوس) ليست كل شيء في هذه الحياة..
** وأن الإحساس هو..أغلى سلعة..في هذا الوجود..وأنه لا يُشترى بكل أموال الدنيا..(!)
** وأن من يطلب حقه..
** أو يمد يده..
** أو يسعى لتحسين ظروف حياته..
** يسقط من عين الناس..
** ويفقد كل شيء في آن واحد..
** ونكذب على أنفسنا..
** عندما تحفى أقدامنا..
** ونركض في كل اتجاه..
** ونقف على كل باب
**ونحن نردد : تلك قواعد النجاح..
** وذلك هو الطريق إلى كسب الناس..فقط..
** ونكذب على أنفسنا
** عندما نقول للآخرين نحن نحبكم..
** نحن نموت فيكم..
** نحن لكم..وليس في حياتنا سواكم..
** ونحن مخلصون لكم..ولا يمكن أن نفرط فيكم..
** حتى إذا غادرناهم..لعنا اللحظة التي جمعتنا بهم..أو..وضعتنا في طريقهم..
** ونكذب على أنفسنا
** ونحن نعد آباءنا..وأخوتنا..وأصدقاءنا..ورؤساءنا
** بأن نكون صادقين معهم..
** وأمناء على ثقتهم بنا..
** ومستعدين للتضحية بحياتنا من أجلهم..
** فإذا نحن تركناهم
** وقعنا في شرك خيانتهم..
** وغرسنا السكين في ظهورهم..
** وأطفأنا حرائقنا بعيداً عنهم..
** ونكذب على أنفسنا
** حين نجرم"السفلة"و"المنحطين" ومع ذلك نجاريهم.
** وحين نشارك "الغشاشين"في تصرفاتهم..
** والمأجورين في حقاراتهم..
** والمرتزقة في بيع ذممهم..
**ومع ذلك ندعي الفضيلة..
** ونظهر بمظهر الأتقياء..والأنقياء..والأصفياء..
** ونكذب على أنفسنا
** ونحن نصدر الأوامر..
** بمعاقبة المقصرين..والمهملين..والمتواطئين
** وبطرد جميع المرتشين..والسماسرة..والوسطاء..
** ونتجاهل أن كل ما حصلنا عليه..
** ووصلنا إليه..كان لغيرنا..
** وأن الكثير من الأساليب..والطرق..والوسائل غير الشريفة قد استُخدمت وصولاً إلى ما نحن فيه..وعليه.
** ونكذب على أنفسنا
**عندما نتحدث عن القدوة..
** وعن الصلاح..
** ونرتاد المساجد..وأماكن الفضيلة
**فإذا خلونا إلى أنفسنا..
** فعلنا مالا يفعله الشيطان..
**ونكذب على أنفسنا
** عندما نقطع على أنفسنا العهد..
** بأن نكون صادقين مع الله..
** وأن نكون أوفياء مع من أخلصوا لنا..
** وأن نكون في مستوى المسؤولية..
** وأن نحافظ على الأمانة التي وضعت على عواتقنا..
** فإذا بنا..
** نبيع ضمائرنا..
** ونخون أمتنا..
** ونستغل مواقعنا..
** ونتاجر بمكانتنا..
** ونقدم أسوأ مثلٍ على انتهازيتنا..
** وضعف نفوسنا..
** ووصوليتنا..
** مشكلة الإنسان أنه
** قد يلجأ للكذب دون أن يكون محتاجاً إليه..
** يفعل هذا..
** لكي يصدق نفسه..
** ويبرئها من كل جرائمها